drmido Admin
عدد المساهمات : 135 تاريخ التسجيل : 19/08/2009 العمر : 65 الموقع : اكيد في مصر يا مان
| موضوع: إلي من أحببت الخميس أغسطس 20, 2009 11:03 pm | |
| لحمد لله الذي تتحير دون إدراك جلاله القلوب والخواطر.. وتدهش في مبادئ إشراق أنواره الأحداث والنواظر.. المطلع على خفيات السرائر.. العالم بمكنونات الضمائر.. مقلب القلوب.. وغافر الذنوب.. وساتر العيوب.. ومفرج الكروب.. ثم الصلاة والسلام على سيد المرسلين.. وخير الأنام أجمعين .. محمد بن عبدالله الأمين.. وعلى آله وصحابته الطيبين الطاهرين.. أما بعد : حاولت إخفاء الذي بجوانحي فتخونني نار الهوى بملامحي ويخونني شوقي وفرط تولُّهي وشرود أفكاري وأوب نوائحي ويخونني صمتي وهاجس مهجتي وشحيح صبري واحتراق جواربي ويخونني ترديد آهات الهوى في ثغر أشعاري ونغم قرائحي لم أستطع إلجام نفسي عن منى تختال بين مشاعري ومسارحي تحية طيبة مباركة من الأعماق.. مملؤة بالشوق والحب والإخلاص.. معطرة بشذا رياحين الجنان.. ومبعوثة عبر نسائم الصباح.. إلى من أحببت.. وكان فؤادي خالياً قبل حبكم وكان بذكر الخلق يلهو ويمرح فلما دعا قلبي هواك أجابه فلست أراه عن فنائك يبرح رميت منك إن كنت كاذباً وإن كنت في الدنيا بغيرك أفرح فإن شئت واصلني وإن شئت لا تصل فلست أرى قلبي لغيرك يصلح إلى من شغلت بالي وتفكيري.. وألهبت مشاعري وأحاسيسي.. وحركت سكوني ووجداني.. لقد دب الهوى لك في فؤادي دبيب دم الحياة إلى العروق فبعثتني إلى الحياة بعد الممات.. ومن اليأس إلى الأمل.. ومن القنوط إلى التفاؤل.. ومن الكآبة إلى السعادة.. ومن الخمول والكسل إلى الجد والنشاط.. ومن ظلمة المساء إلى إشراقة الصباح.. ومن جحيم الدنيا إلى جنة الآخرة.. ومن تعاسة الأخوة إلى حضن الأحبة.. وأُشرب قلبي ومشى بها كمشي حميّا الكأس في عقل شارب ودب هواها في عظامي وحبُّها كما دبَّ في الملسوع سمُّ العقرب إلى من طهرتني من أدران الدنيا وملذات الحياة.. وغسلت قلبي من الحقد والحسد والغل.. ونظفت عقلي من التخيلات والأوهام والأفكار الفاسدة .. وأزالت من كاهلي ثقل الهموم والأحزان.. وعوضتني بالعفة والطهر.. والقناعة والفكر.. والسعادة والسرور.. وأيقظت فيَّ روح العفو والتسامح والمغفرة.. وإذا افتقرت إلى الذخائر لم تجد ذخراً يكون كصالح الأعمال إلى من أمدتني بالقوة بعد الضعف.. والعز بعد الذل.. والتفاؤل بعد القنوط.. واليقظة بعد السبات.. والحب والحنان والشوق بدلاً من الكره والحقد والبغض والحسد.. لما عفوت ولم أحقد على أحد أرحت نفسي من هَمِّ العداوات إني أحيِّي عدوِّي عند رؤيته لأدفع الشَّرَّ عنِّي بالتحيات وأظهر البشر للإنسان أبغضه كما إن قد حشى قلبي مودات إلى من علمتني أن الحياة جهاد وكفاح.. ونبل وكرم.. وعزة ووقار.. وتضحية وإثار.. وصبر ويقين.. إن الأمور إذا اشتدت مسالكها فالصبر يفتح كل ما رتجا لا تيأسن وإن طالت مطالبه إذا استعنت بصبر أن ترى فرجا إلى من علمتني أن الدنيا مثل البغي تُزين وتُجمل نفسها حتى تغري فريستها ولا يسلم منها إلا الشريف العفيف والورع التقي.. ونبهتني بأن الدنيا لا تكون للإنسان كما يريد وإنما فيها الفرح والسرور.. وفيها الحزن والألم.. وبها السار والضار.. والإيسار والإعسار.. وفيها الإخفاق والنجاح.. فيها الفوز والخسارة والنصر والهزيمة.. وفيها الخير والشر.. والصلاح والفساد.. ومن رضي بقضاء الله وقدره هانت عليه الصعاب.. وذكرتني أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر.. فعلاما نتحارش ونتنـازع عليها ؟!!.. وعلمتني أن الدنيـا مزرعة وحصادها في الآخرة.. وذكرتني بأنها دار ممر والآخرة دار مقر.. حكم المنية في البرية جار ما هذه الدنيا بدار قرار إلى من أيقظت فيَّ روح التقوى والإيمان اللذين يعصماني من الوقوع في الفواحش والمحرمات والتمرغ بأوحالها.. خير أيام الفتى يوم نفع واصطناع الخير أبقى ما صنع ما ينال الخير بالشر ولا يحصد الزارع إلا ما زرع إلى من علمتني بأن شريعة الإسلام الخالدة إنما قد جاءت لأجل أن يعيش المرء قوياً أبياً.. وعزيزاً كريماً.. غير متلبس بشيء من القاذورات والأنجاس.. ولا منغمس في الأوحال والأوساخ.. والتي تحط من قدره.. وتنزله من مكانته السامقة.. وتضعه في منزلة الحيوانات والمخلوقات الوضيعة.. فلا يركع إلا للذي خلقه.. ولا يستجدي إلا من الذي رزقه.. ولا يخضع إلا للذي بيده الأمر والمنتهى.. فدع عنك فضلات الأمور فإنها حرام على نفس التقي ارتكابها ومن يحمد الدنيا لشيء يسره فسوف لعمري عن قليل يلومها إذا أدبرت كانت على المرء حسرة وأن أقبلت كانت كثيراً همومها إلى من علمتني بأن الدعوة طريق مفروش بالحجارة والأشواك.. وليس مفروشاً بالأزهار والورود.. ونصحتني بأنه على الداعية الصبر والجلد والتحمل.. والصدق في القول والعمل.. والصدر الرحب.. ويكون قدوة للناس في خلقه ومعاملته.. في مخبره ومظهره.. في قوله وفعله.. في عمله وسلوكه.. حتى يكون عمل الداعية تبعاً لما يدعو إليه.. ويجد بعد ذلك آذاناً صاغية لما يدعو إليه.. إن عبت يوماً على قوم بعاقبة أمراً أتوه فلا تصنع كما صنعوا إلى من علمتني أن الأخوة ليست كلمة فقط تقال.. أو رمزاً يرمز له.. أو شعاراً يوجه.. أو طريقة تتبع.. وليست من أجل مال أو منصب.. أو نسب أو سلطه.. إنما هي في ذات الله سبحانه وتعالى.. وما عداها فهي أخوة جوفاء لا طائل منها.. أخلاء الرخاء هم كثير ولكن في البلاء هم قليل فلا تغررك خلَّة من تؤاخي فما لك عند نائبة خليل وكلُّ أخ يقول أنا وفيٌّ ولكن ليس يفعل ما يقول سوى خلٍّ له حسب ودين فذاك لما يقول هو الفعول إلى من علمتني بأن الإنسان بلا حب كالجسد بلا روح.. أو كالغيمة بلا مطر.. أو كالسمكة بلا ماء.. لقد جرى الحبُّ مني مجرى دمي في عروقي إلى من أتمنى وصلها ولكن أبعدني عنها القدر؟!!.. وظلمني الأخ والصديق.. وقسا عليَّ الحبيب.. وهجرني الخليل.. وحاربني الأهل.. وعمَّا قليل ينتهي الأمر كلُّه فما أول إلا ويتلوه آخر وبرغم ذلك سوف أواجه الصعاب.. والجبال الراسية.. والرياح العاصفة.. والبحار الهائجة.. والقلوب المتحجرة.. والعقول القاسية المتصلبة.. والأعاصير العاتية.. والزلازل المدمرة.. والبراكين الثائرة.. عجبت لسعي الدهر بيني وبينها فلما انقضى ما بيننا سكن الدهر وبرغم ذلك سأواجه سهام الحاسدين.. ورماح الحاقدين.. وسيوف النمامين.. ودروع المنافقين.. وشراك الكائدين.. وأسلحة الخائنين.. إن العرانين تلقاها محسدة ولن ترى للئام الناس حساداً وبرغم ذلك سأواجه الآراء الفاسدة.. والشبه الكاسدة.. والحيل الخبيثة.. وأوهام الضلالات.. وعلل المنافقين.. سأواجه بكل صبر وتحمل في سبيل عهدنا.. وسأورثهم الذل والحقارة والهوان.. إلى الطائر النجم انظري كلَّ ليلة فإني إليه بالعشية ناظر عسى يلتقي طرفي وطرفك عنده فنشكو إليه ما تكن الضمائر.
| |
|