drmido Admin
عدد المساهمات : 135 تاريخ التسجيل : 19/08/2009 العمر : 65 الموقع : اكيد في مصر يا مان
| موضوع: مرثية حسان بن ثابت للرسول الخميس أغسطس 20, 2009 11:30 pm | |
| طيـبـةَ رســـمٌ لـلـرسـولِ ومـعـهـدُ منيرٌ ، وقـد تعفـو الرسـومُ وتهمـدُ
ولا تنمحي الآيـاتُ مـن دارِ حرمـةٍ بِها منبرُ الهادي الـذي كـانَ يصعـدُ
وواضــحُ آيـــاتٍ، وبـاقــي مـعـالـمٍ وربــعٌ لــهُ فـيـهِ مصـلـىً ومسـجـدُ
بِهـا حجـراتٌ كـانَ يـنـزلُ وسطـهـا مــنَ اللهِ نــورٌ يستـضـاءُ، ويـوقـدُ
معالمُ لَـم تطمـسْ علـى العهـدِ آيهـا أتاهـا البلـى، فــالآيُ منـهـا تـجـددُ
عرفتُ بِهـا رسـمَ الرسـولِ وعهـدهُ وقبراً بـهِ ورارهُ فِـي التـربِ ملحـدُ
ظللتُ بِها أبكي الرسـولَ، فأسعـدتْ عيونٌ، ومثلاها مـنَ الجفـنِ تسعـدُ
تـذكــرُ آلاءَ الـرســولِ، ومـــا أرى لَها محصيـاً نفسـي ، فنفسـي تبلـدُ
مفجـعـةٌ قـــدْ شـفـهـا فـقــدُ أحـمــدٍ فـظـلــتْ لآلاء الــرســـولِ تــعـــددُ
ومـا بلغـتْ مـنْ كـلّ أمــرٍ عشـيـرهُ ولكـنّ نفسـي بعـضَ مـا فيـه تحمـدُ
أطالتْ وقوفاً تـذرفُ العيـنُ جهدهـا علـى طلـلِ القبـرِ الـذي فيـهِ أحـمـدُ
فبوركتَ، يا قبرَ الرسولِ، وبوركتْ بـلادٌ ثـوى فيهـا الرشـيـدُ المـسـددُ
وبــوركَ لَـحـدٌ مـنـكَ ضـمـنَ طيـبـاً عليـهِ بـنـاءٌ مــن صفـيـحٍ، منـضـدُ
تُهيـلُ علـيـهِ الـتـربَ أيــدٍ وأعـيـنٌ عليـهِ، وقــدْ غــارتْ بـذلـكَ أسـعـدُ
لقـد غيبـوا حلمـاً وعلـمـاً ورحـمـةً عشـيـةَ عـلـوهُ الـثـرى، لا يـوسـدُ
ورتحـوا بِحـزنٍ ليـسَ فيهـمْ نبيهـمْ وقدْ وهنتْ منهـمْ ظهـورٌ، وأعضـدُ
يبكـونَ مـن تبكـي السمـواتُ يومـهُ ومن قدْ بكتهُ الأرضُ فالنـاس أكمـدُ
وهــلْ عـدلـتْ يـومـاً رزيــةُ هـالـكٍ رزيــةَ يـــومٍ مـــاتَ فـيــهِ مـحـمـدُ
تقطـعَ فـيـهِ مـنـزلُ الـوحـيِ عنـهـمُ وقـد كـانَ ذا نــورٍ، يـغـورُ وينـجـدُ
يدلُّ علـى الرحمـنِ مـنْ يقتـدي بـهِ وينقـذُ مـنْ هـولِ الخزايـا ويـرشـدُ
إمـامٌ لَـهـمْ يهديـهـمُ الـحـقَّ جـاهـداً معلـمُ صـدقٍ، إنْ يطيعـوهُ يسـعـدوا
عفـوٌّ عـن الـزلاتِ، يقبـلُ عـذرهـمْ وإنْ يحسنـوا، فاللهُ بالخـيـرِ أجــودُ
وإنْ نـابَ أمـرٌ لَـم يقومـوا بِحـمـدهِ فـمـنْ عـنـدهِ تيسـيـرُ مــا يـتـشـددُ
فبيـنـا هــمُ فِــي نعـمـةِ اللهِ بيـنـهـمْ دلـيـلٌ بِــهِ نَـهـجُ الطريـقـةِ يقـصـدُ
عزيزٌ عليهِ أنْ يحيدوا عن الهـدى حريصٌ على أن يستقيموا ويهتدوا
عطـوفٌ عليهـمْ، لا يثـنـي جنـاحـهُ إلـى كـنـفٍ يَحـنـو عليـهـم ويمـهـدُ
فبينـا هـمُ فِـي ذلـك النـورِ، إذْ غـدا إلى نورهمْ سهمٌ من الموتِ مقصـدُ
فأصبـحَ محـمـوداً إلــى اللهِ راجـعـاً يبكـيـهِ جـفـنُ المـرسـلاتِ ويحـمـدُ
وأمستْ بلادُ الحرم وحشـاً بقاعهـا لغيبـةِ مـا كانـتْ مـن الوحـيِ تعهـدُ
قفاراً سوى معمـورةِ اللحـدِ ضافهـا فـقـيـدٌ، يـبـكـيـهِ بــــلاطٌ وغــرقــدُ
ومـسـجـدهُ، فالمـوحـشـاتُ لـفـقـدهِ خـــلاءٌ لـــهُ فـيــهِ مـقــامٌ ومـقـعـدُ
وبالجمرةِ الكبـرى لـهُ ثـمّ أوحشـتْ ديـارٌ، وعرصـاتٌ، وربـعٌ، ومـولـدُ
فبكـي رسـولَ اللهِ يـا عـيـنُ عـبـرةً ولا أعرفنـكِ الـدَّهـرَ دمـعـكِ يجـمـدُ
ومالـكِ لا تبكـيـنَ ذا النعـمـةِ الـتـي علـى الـنـاسِ منـهـا سـابـغٌ يتغـمـدُ
فجـودي عليـهِ بالـدمـوعِ وأعـولـي لفقـدِ الـذي لا مثلـهُ الـدَّهـرِ يـوجـدُ
ومـا فـقـدَ المـاضـونَ مـثـلَ محـمـدٍ ولا مثـلـهُ، حـتّـى القيـامـةِ، يـفـقـدُ
أعــفَّ وأوفَــى ذمـــةً بـعــدَ ذمـــةٍ وأقـــربَ مـنــهُ نــائــلاً، لا يـنـكــدُ
وأبـــذلَ مـنــهُ لـلـطـريـفِ وتــالــدٍ إذا ضـنّ معطـاءٌ ، بِمـا كــانَ يتـلـدُ
وأكرمَ حياً فِـي البيـوتِ، إذا انتمـى وأكـــرمَ جــــداً أبـطـحـيـاً يــســودُ
وأمنـعَ ذرواتٍ، وأثبـتَ فِـي العـلـى دعـائــمَ عـــزٍّ شـاهـقــاتٍ تـشـيــدُ
وأثبـتَ فرعـاً فِـي الفـروعِ ومنبـتـاً وعوداً غداةَ المـزنِ، فالعـودُ أغيـدُ
ربـــاهُ ولـيــداً، فـاسـتـتـمّ تـمـامــهُ علـى أكـرمِ الخـيـراتِ، ربٌّ مُمَـجّـدُ
تنـاهـتْ وصــاةُ المسلمـيـنَ بـكـفـهِ فلا العلمُ محبوسٌ، ولا الـرأيُ يفنـدُ
أقــولُ، ولا يلـفـى لقـولـيَ عـائــبٌ منَ الناسِ، إلا عـازبُ العقـلِ مبعـدُ
وليـسَ هوائـي نازعـاً عــنْ ثنـائـهِ لعلـي بــهِ فِــي جـنـةِ الخـلـدِ أخـلـدُ
معَ المصطفـى أرجـو بـذاكَ جـوارهُ وفِي نيلِ ذاك اليـومِ أسعـى وأجهـدُ
| |
|